السبت، 31 أكتوبر 2009

لجنة جهوية لمعالجة العنف المدرسي

مقال صحفي

لجنة جهوية لمعالجة العنف المدرسي


عاشت قفصة في الفترة الأخيرة على وقع جملة من الأحداث الخطيرة كان مسرحها هذه المرة الوسط المدرسي، وتبقى جريمة القتل غير المسبوقة التي وقعت وسط ساحة اكبر معهد في قفصة أهم واخطر هذه الأحداث ليس في قفصة فقط بل في كامل البلاد على اعتبار أنها أول مرة في تونس تقع جريمة

قتل داخل مؤسسة تربوية، وقد انجر عن هذه الجريمة تداعيات خطيرة تمثلت في حدوث عدد من حالات محاولات انتحار في صفوف التلاميذ

فقد تم تسجيل حالتي محاولة انتحار في احد المعاهد وسط مدينة قفصة حالة لتلميذة خارجية تناولت دواء والدتها والحالة الثانية لتلميذة داخلية تناولت مبيد فئران، كما تم تسجيل حالة انتحار لتلميذة في القطار وأخرى رمت نفسها من علو في ام العرائس وكلها في الأسبوعين الأخيرين من هذا الشهر واثر جريمة القتل المذكورة، آخر هذه الأحداث حالة أخرى لا تقل خطورة وغرابة وهي حادثة دخول معتوه الأسبوع المنقضي إلى ساحة مدرسة ابتدائية والاعتداء على أربعة تلاميذ احدهم بحالة الخطر بواسطة قضيب حديدي حاد حتى تم السيطرة عليه وإيقافه.

وخلفت هذه الحوادث الخطيرة حالة استنفار داخل جميع الأوساط في قفصة، وفي هذا الإطار تكونت لجنة يقظة جهوية لمتابعة هذه الأحداث لتشخيص مظاهر العنف والسلوك غير السوي ولاستنباط الحلول والإسراع بأخذ القرارات المناسبة والتشاور مع كل المتدخلين بما فيهم إطار الإشراف الإداري والبيداغوجي والأساتذة والأولياء والسلط الجهوية والجمعيات ذات العلاقة. وتم في إطار هذه اللجنة وضع خطة تدخل عاجلة ترتكز على العناصر التالية:

ـ تدخل عاجل وسريع وتكثيف حصص الإصغاء والإرشاد في المؤسسات التي شهدت حالات عنف وبالفعل أصبح الإصغاء يوميا في 3 معاهد وسط قفصة وتم وضع خط مفتوح على ذمة التلاميذ والمتدخلين كامل اليوم

ـ إنجاز وحدات تكوينية موجهة إلى إطار الإشراف البيداغوجي والتربوي حول أساليب التعامل التربوي مع المراهق في الوسط المدرسي والوساطة وفض النزاعات بالوسط المدرسي الإصغاء والإرشاد ويتكفل السادة المرشدون في الإعلام والتوجيه بإعدادها وإنجازها وذلك في غضون شهر تتكفل الإدارة الجهوية بتحديد المعنيين بالتكوين وتوفير المستلزمات.

ـ الإعداد لندوة جهوية بالتعاون مع منظمة التربية والأسرة سيكون موضوعها «المدرسة والأسرة معا من اجل جودة التربية» يتم فيها تدارس ظاهرة العنف والسلوك الحضاري ودور منظمة التربية والأسرة في معاضدة مجهودات المدرسة في دعم السلوك الحضاري، وتدعيم التواصل بين مختلف الأطراف المتدخلة في المؤسسة التربوية (مربون، أولياء، تلاميذ..) وعقد شراكة مع بعض السلط الجهوية لمعالجة بعض أوجه السلوكات العنيفة.

كما تم وضع خطة تدخل على المدى البعيد تتمثل في:

العمل التربوي التوعوي

وذلك بتنظيم حوارات بمختلف المؤسسات التربوية حول مشكل السلوك الحضاري.

ـ عقد أيام مفتوحة بالمؤسسات التربوية موضوعها المواطنة والعيش معا

ـ إرساء نواد ثقافية بمختلف المؤسسات ودعوتها لإنجاز أنشطة ثقافية وفنية في علاقة بموضوع العنف المدرسي (مسرح، غناء، رسوم...)

العمل النفسي الاجتماعي

ـ دعم تكوين المتدخلين في مكاتب الإصغاء والإرشاد في مجال التعرف على التلاميذ ذوي الصعوبات السلوكية وطرق التدخل لحمايتهم من الجنوح.

ـ الاستعانة بالمختصين في علم النفس والطب النفسي لمتابعة بعض الحالات التي تظهر عليها بوادر الاضطرابات السلوكية (فشل مدرسي، غيابات، عنف...)

ـ إنجاز دراسات ميدانية حول ظاهرة الإخفاق المدرسي وعلاقتها بالاضطرابات السلوكية ويؤمنها المرشدون في الإعلام والتوجيه المدرسي بالتعاون مع هياكل وزارة الشؤون الاجتماعية.

ـ دعم الشراكة بين المؤسسات المدرسية والمحيط بما يحويه من جمعيات وسلط جهوية.

رياض بدري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق